وإن لحقه ضمير، فلا يخلو ذلك الضمير أن يكون حرف لين أولا، فإن كان حرف لين، وهو الألف والياء والواو، فالآخر يحرك بمجانس ذلك الحرف، فإن كان ألفًا حرك الآخر بالفتح، لأن الفتحة هي المجانسة له، فتقول: اضربان يا زيدان، وإن كان ياء حرك بالكسر، نحو: اضربن يا هند، وإن كان واوا حرك بالضم نحو: اضربن يا زيدون وهذا معنى قوله: "واشكله قبل مضمرٍ لينٍ بما جانس" إلى آخره وضمير "اشكله" عائد على "الآخر".

والشكل: هو التحريك، أي حرك آخر الفعل إذا كان قبل مضمر، هو حرف لين بما جانس ذلك اللين. ومجانس كل حرفٍ من الحركات معلوم، وذلك قوله: (بما جانس من تحركٍ قد علما) إذ من المعلوم مجانسة الضمة للواو، والفتحة للألف، والكسرة للياء.

وإن لم يكن الضمير حرف لين، ولا يكون إلا ضمير نصب للمخاطب أو الغائب، نحو: هل يضربنك زيد؟ وهل تكرمنه أنت؟ فلا حكم له أيضا، لأنه ككلمة أخرى، فالنون إنما تلحق قبله، فكأنه لم ياحقه شيء، فكان تحريكه بالفتح.

فالحاصل من كلامه، ومن التفصيل المذكور، أن ما اتصل به ضمير رفعٍ بارز، هو حرف لين، فحركة الآخر بمجانس ذلك الحرف، وإن لا فلا بد من الفتح.

وقوله: "لين" أصله لين، فخفف، وهو بدل من "مضمر" أو عطف بيان، أو نعت. ولما كان، وهو اللين، تارة يثبت مع النون إذا لحقت، وذلك إذا كان ألفًا، وتارةً لا يثبت، وذلك إذا كان ياء أو واوا، شرع في ذلك، فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015