و (مص) في حكاية صويتٍ يخرج من ضم الشفتين، معناه (لا) وفيه إطماع. والذي من غير الحي وما في معنى غير الحي نحو (طاق) في حكاية صوت الضرب، تقول العرب: سمعت طاق طاق، و (طق) في حكاية صوت وقع الحجارة، و (قب) في حكاية صوت وقع السيف. وهذا مثال الناظم.
ومنه أيضا (خاز باز) للذباب، أصله حكاية صوته، قال ابن أحمر:
تفقأ فوقه القلع السواري ... وجن الخاز باز به جنونا
و(خاسن ماسن) للقماس، كأنه حكاية صوته إذا حرك.
وأتى بالمثال لفائدة، وذلك أن الحكاية تطلق عند النحويين على وجهين معناهما واحد:
أحدهما: حكاية الأصوات الواقعة في الوجود وهي التي تكلم فيها الأن.
والثاني: حكاية الكلام، وهو الذي يحكى بالقول وغيره، نحو: قلت: زيد قائم. ويقال لزيد: ابن فلان، [ومن زيدًا؟ ] ومن زيدٍ؟ ونحو ذلك. فلو لم يأت بالمثال لأوهم أن المراد غير ما قصد له، فين مقصوده. بمثاله.
ثم قال: "والزم بنا النوعين فهو قد وجب".