وقول الآخر:
قالت له الطير تقدم راشدًا ... إنك لا ترجع إلا حامدا
فهذا كله من الإطلاق المجازي الذي لا يعد في الإطلاقات الحقيقية التي كلامنا فيها.
لكنه لما كانت مفرداته شبيهة بألفاظ التخاطب بين العقلاء؛ إذ ليست بأصواتٍ مطلقة كالمدات والترنمات، وكانت مقاصدها كمقاصد الأمر والنهي في خطاب العقلاء، وألفاظها لا توازن الأفعال، أشبهت أسماء الأفعال من هذه الأوجه، فأتي بها الناظم وغيره مع أسماء الأفعال وقال فيها: (من مشبه اسم الفعل) أي مشبهه بالأوجه المذكورة، و"يجعل" في قوله: (صوتًا يجعل) بمعنى يسمى، تقول:
جعلت ولدي زيدًا، ومنه قوله تعالى: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثًا}، فسره الجوهري بـ (سموا)،
فمما وضع منها للزجر (هلًا) للخيل، قال الشاعر:
*وأي جوادٍ لا يقال له هلا*
و(عدس) للبغل، قال ابن مفرغ: