فإن قيل: فقد أطلق عليها لفظ القول في نحو قول عدى بن الرقاع:

هن عجم وقد عرفن من القو ... ل هئ واجدمى وياى وقومى

وهذه أسماء أصوات لزجر الإبل، فجعلها من جملة ما يطلق عليه القول، والقول لا يكون إلا دالًا على معنى، كما مر من أنه يعم الكلمة والكلم والكلام، وكل واحد من هذه تدل على معانٍ وضع له، فهذه الأصوات إذا دالة على معنٍ، ومعانيها الأفعال بلا شك، فقد استوت مع أسماء الأفعال.

فالجواب: أنه أطلق عليها لفظ القول مجازا، كما جعل البكاء قولًا في قول الشاعر:

وقالت له العينان سمعًا وطاعةً ... وحدرتا كالدر لما يثقب

وجعل ما يفهم من حال الشيء قولًا في قوله.

امتلأ الحوض وقال قطني ... مهلًا رويدًا قد ملأت بطني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015