قال الشلوبين: هذا الذي قاله السيرافي واضح, لأن إضمار فعل المتكلم في الأمر وفعل الغائب لا يكون.
قال: وقد نص سيبويه على أن فعل المخاطب هو الذي يضمر فيما تقدم.
قال: ولكن يمكن أن يكون الإنسان يخاطب نفسه, فيقول: احذري إياي والشر, فلا يحذف إلا فعل المخاطب. وقال ابن خروف: ليس هذا أمرًا بنفسه, إنما خاطب رجلًا, فحذره نفسه والشر, أي بمباعدتها من الشر.
قال: والمعنى لا تقرب الشر فيأتيك مني ما تكره, أي اتق الشر, واتق معاقبتي لك عليه.
وأجاز الشلوبين في قوله: (ومثله إياك, وإياه, وإياي أن يكون أراد: ومثله أن تقرن إياك مع الشر, وإياه مع الشر, وإياي كذلك, يعني أن لا تكون (إياه) معطوفة على (إياك) وعلى (إياي) وإن كان الأظهر أن يكون معطوفا وقع موقع الظاهر في قولك: إياك زيدًا, وإياي زيدًا, فجعله محتملا لأن يكون سيبويه يجيز: إياي والشر, وإياه والشر.
فكلام الشلوبين أقرب لتجويز القياس, وإن كانت عبارتهم لا تأباه كما تقدم.
وقد أجاز ابن خروف في (إياي والشر) أن يكون خبرا, كأنه قال: إياي أحذر وأحفظ, كأنه جواب من قيل له: إياك والشر. فقال: إياي والشر, وجعله تأويلا لكلام سيبويه, قال: وهو صحيح, يعني هذا الوجه من التأويل.