فالجواب: أن العطف المعتبر هنا إنما هو ما كان نحو: رأسك والحائط, ونفسك والشر, فهو الذي يلزم الإضمار, وأما ما كان غير ذلك فلا, لأنك إذا قلت: الأسد والذئب, فهما اسمان في حكم الاسم الواحد, كأنك تقول: هذين اتق, فكما أنك تنصب المثنى في التحذير إذا لم تعطف عليه بما يجوز إظهاره, فكذلك ما كان في تقديره. ألا ترى أنه يجوز لك أن تعطف المحذر منه عليهما, فليس إطلاق العطف بمستقيم, غير أن هذا لا يرد على الناظم, لأنه قال: "إياك والشر ونحوه" وإذا كانت للعهد فيما تقدم خرج عن ذلك ما كان العطف فيه مرادفًا للتثنية, وهذا حسن.
والقسم الخامس: ما عدا (إيا) إذا صحبه التكرار, وهو تكرار الاسم الأول بلفظه, فالإضمار هنا لازم, نحو قولك: الأسد الأسد والجدار الجدار, أي احذر الأسد, واتق الجدار. وتقول: الصبي الصبي, أى لا توطئ الصبي, وإنما لم يظهر الفعل في هذين القسمين, لأن اللفظ الأول من اللفظين كأنهم جعلوه بدلا من اللفظ بالفعل, فصار كـ (إياك) في قيامه مقام الفعل.
ونظير ذلك في الأول من القسمين قولهم: ما أنت إلا سيرا, وإنما أنت سيرا.
وفي الثاني: قولهم: زيد سيرا سيرا, وقد مر ذلك: