وقد ذكر أبو حيان (بن حيان) في شرحه للتسهيل: أن هذا الباب يثبت في بعض النسخ, ويعني النسخة الكبرى.
والقسم الثالث: ما عد (إيا) لكن من غير عطف ولا تكرار, وذلك قوله: "وما عداه ستر فعله لن يلزما".
الضمير في قوله: "عداه" عائد على (إيا) على الوجهين, أي وما عدا (إيا) كانت بعطف أو بغير عطف, لن يلزم ستر فعله إلا مع كذا.
يريد أنك إذا أتيت بما تحذر به دون (إيا) فيجوز أن يكون ناصبه مقدرا ويجوز أن يكون ظاهرا.
فإذا قلت: نفسك يا زيد, فهو منصوب بفعل مضمر, تقديره: نفسك اتق, أو نفسك احذر, ويجوز أن تظهر ذلك الفعل, فتقول: اتق نفسك, أو أحذر نفسك.
ومثله: الجدار يا هذا, والأسد يا فتى, والشر يا فتى, أي اتق الجدار, واتق الأسد, واحذر الشر, وما أشبه ذلك, ولك أن تظهر ذلك كله.
وإنما جاز إظهاره هاهنا لأنه الأصل في كل مضمر مقدر, لأن هذه الأشياء ونحوها لم تكثر في كلامهم كثرة (إياك) وحدها, أو مع العطف.