قال ابن خروف: لا يجوز حذف حرف العطف من الأسماء المفردة إلا في الشعر, ويجوز حذفه من الجمل. قال: وهو في القرآن كثير, كقوله: {قال فرعون وما رب العالمين}. إلى آخر الآيات.

قال: وإنما حذف مع الجمل لأن كل جملة قائمة بنفسها.

هذا ما قال ابن خروف, والمعنى المقصود من كلامه صحيح, وهذا المعنى يظهر من كلامه في "التسهيل" حيث قال: ولا يحذف العاطف بعد (إيا) إلا والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر, أو مجرور بمن.

فظاهر هذا الكلام جواز حذف العاطف قياسا, ولا علينا أن يكون ذلك قليلا.

وإذا ثبت هذا كله فالناظم لم يتكلم على هذا, لأنا إن فرضنا وقوع المنصوب بعد (إيا) فعلى جملة أخرى من القسم التالي, لهذا كررت توكيدا, فلا حاجة إلى عاطف معها, وإن وقع بعدها (أن) والفعل فعلى ذلك أيضا, أو على إضمار الجار؛ إذ يجوز ذلك مع (أن, وأن) كما تقدم في بابه.

وقد يجوز أن يقال: إياك من الأسد, على تقدير: باعد نفسك من الأسد, وهذا الحكم لا يختص بهذا الباب, فلم يذكره هاهنا؛ إذ هو محال به على موضعه, فعلى كلا الوجهين لا حاجة إي ذكر شيء من ذلك في هذا القسم, للاستغناء عن ذلك بذكره في موضعه.

وما تقدم من النص عن "التسهيل" ربما يبحث عنه الناظر فيه, فلا يجده في النسخ المستعملة بأيدينا, لأن "باب الإغراء والتحذير" غير موجود فيها, وهو موجود في النسخة الكبرى منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015