وأنشد الفراء:
فبح بالسرائر في أهلها ... وإياك في غيرهم أن تبوحا
وأنشد الكوفيون:
فيا الغلامان اللذان فرا ... إياكما أن تكسباني شرا
أو يكون على حذف الجار أيضا, لكن هو مع (أن) كثير, أعنى وقوع (إياك) قبل (أن) بخلاف نحو: إياك المراء, وإذا فرضناه على الإضمار فذلك المضر يجوز إظهاره, فهذان الوجهان يمكن أن يكون الناظم قد ذهب فيهما مذهب الجمل, لا مذهب المفردات, فيكون (إياك) جملة, و (المراء) جملة أخرى.
وكذلك (أن تفعل) بعد (إياك) جملة أخرى, والجمل قد يترك عطفها بعضها على بعض, لاسيما إن جرت مجرى التوكيد لما قبلها, وعلى تقدير الجملتين وجه سيبويه والشراح بيت ابن أبي إسحاق؛ إذ قدروه
بفعلين, فكذلك نقول نحن في كل ما جاء من هذا, وإنما منع سيبويه والجمهور المسألة على أنها من عطف المفردات, فإذا قدرناها جملتين لم يمتنع.