وإما أن يكون اعتقد أن المنصوب بعدها من جملة أخرى, كأنه على إضمار فعل آخر, وإن كان ذلك قليلا إلا أنه يصلح للقياس, كالذي أنشده سيبويه عن ابن أبي إسحاق:
إياك إياك المراء فإنه ... إلى الشرر دعاء وللشر جالب
فنصب (المراء) على معنى: اتق المراء.
وكذلك ما أنشده الفراء من قول الجعدى:
ألا أبلغ أبا عمرو رسولا ... وإياك المحاين أن تحينا
ويحتمل المعنى فيما إذا وقعت (أن) بعد إياك, نحو: إياك أن تفعل, فيقدره منصوبا بـ (اتق) ونحوه, ولا يجعله على حذف الجار. ومنه ما أنشده يونس لجرير:
إياك أنت وعبد المسيح ... أن تقربا قبلة المسجد