ودون عطف ذا لإيا انسب وما ... سواه ستر فعله لن يلزما
إلا مع العطف أو التكرار ... كالضيغم الضيغم ياذا الساري
فيريد أن (إيا) إذا أتت من غير عطف فانسب إليها ما نسب إلى (إيا) المعطوف عليها, وهو لزوم استتا الفعل, فـ (ذا) إشارة إلى النصب بما استتاره وجب, فلا يجوز إظهار الفعل فتقول: إياك يا زيد, أو إياك لا تفعل كذا. كأنك قلت: إياك نح, أو إياك باعد.
وإنما لم يظهر فيه الفعل لأنهم لما كثر هذا في كلامهم ألزموه الحذف اختصارا لفهم المعنى.
ولم يذكر مع (إيا) هذه ما يقع بعدها, وهي في ذلك على ثلاثة أوجه: ألا يقع بعدها شيء كما مثل, وأن يقع بعدها المحذر منه مصرحا به غير معطوف, نحو: إياك الشر, وأن يقع بعدها (أن) والفعل, نحو قوله:
فيا الغلامان اللذان فرا ... إياكما أن تكسباني شرا
وهو مع (أن) كثير.
فإما أن يكون سكت عن ذلك جملة, لما في تفصيل الحكم فيه من الخلاف والشغب.