فالجواب: أن معنى التشريك فيه ليس على حقيقته, لأن (إياك) محذر لا محذر منه, و"الأسد" محذر منه لا محذر, فلا يجري هذا الحكم في غير الواو, وإنما جاز في الواو بلحظ التشريك في مجرد التحذير, وإن كان التحذير بالنسبة إليهما مختلفا, هذا محذر, وهذا محذر منه.
ونظره السيرافي بقولك: خوفت زيدًا الأسد, فزيد مخوف, والأسد مخوف, وليس معناهما واحدا, لأن الأسد مخوف منه, وزيد مخوف, على [معنى] أنه يجب أن يحذر [منه] , ولفظ "خوفت" قد تناولهما جميعا, فـ (إياك والأسد) الناصب لهما معنى واحد, وطريق التخويف مختلف فيهما.
وإذا كان كذلك فقد يحتمل هذا في الواو بعد السماع, ولا يحتمل في غيرها من حروف العطف.
وقد حرر ابن الضائع هذا المعنى تحريرا حسنا, فطالعه في موضعه من كتابه.
والقسم الثاني: أن تأتي بـ (إيا) دون عطف, وذلك قوله: