قال السيرافي: وهو أشبه بالصواب, فإذا لا اعتراض به على الوجهين.
فإن قيل: مفهوم هذا القيد المثالي يقتضي أن الاختصاص لا يكون مع ضمير المخاطب, فلا يقال: أنت تفعل كذا أيها الفاضل. وهذا غير مستقيم, لأن الاختصاص يقع مع ضمير المخاطب, وقد نص عليه الناس, وحملوا ما كان نحو قول امرئ القيس:
*الأعم صباحا أيها الطلل البالي*
على الاختصاص, وعلى النداء, وليس بينهم في جوازه للمخاطب خلاف أعلمه, فكيف يقيده بالمتكلم خاصة؟
فالجواب: أن تقييد المثال لا يقصر الحكم على المتكلم؛ إذ لنا أن نقول: لا مفهوم له, فيبقى مع ضمير المخاطب مسكوتا عنه, لأنه عنده قليل, ألا ترى إلى قوله في "التسهيل": "وقد يلي هذا الاختصاص ضمير مخاطب, فأتى بـ (قد) المفيدة للتقليل, فلم يعتبره في هذا المختصر.
أو يقال: إن المثال قد يشمل ضمير المخاطب؛ إذ لنا أن نعتبر في ضمير المتكلم الوصف الأعم وهو الحضور, كأنه يقول: كهذا المثال وما أشبهه مما فيه