وزعم بعضهم أن معناه ثلاثون رائحة, قالوا: لأنه كان طيب الرائحة.
كان- رحمه الله- ثقة ثبتا فيما ينقله, محققا في علمه, لم ير في زمانه مثله فهما لكلام العرب, وشرحا لمقاصده, وهو أثبت من أخذ عن الخليل على صغر سنه, وكان سنيا في مذهبه.
أخذ عن جماعة من أهل النحو واللغة والقرآن والحديث, ولازم الخليل بن أحمد, ويونس بن حبيب, وعليهما عول في النحو, وأخذ عن عيسى بن عمر, والأخفش الكبر, وأبي زيد سعيد بن أوس البصري المصادري, وأبي عبيدة معمر بن المثنى, واللحياني, والأصمعي, وابن أبي إسحاق, وهارون القارئ.
روى عنه الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة.
توفى سنه ثمانين ومائة, وهو ابن ثلاث وثلاثين سنه.
وإن نويت بعد حذف ما حذف ... فالباقي استعمل بما فيه ألف
واجعله إن لم تنو محذوفا كما ... لو كان بالآخر وضعا تمما
هذه المسألة يذكر فيها حكم آخر الاسم بعد دخول الترخيم فيه.
وللعرب فيه وجهان:
أحدهما: أن تنوى المحذوف, بمعنى أنك تقدره أنه موجود لم يحذف, فيبقى الاسم بعد الحذف على حكمه لو لم يحذف منه شيء, وهذا الوجه يسمى "لغة من نوى" وإليها أشار بقوله: (وإن نويت بعد حذف ما حذف).