إعادة "الرجل" وأنت لو قلت: فأكرمت الرجل - لم يجز نعت "الرجل" فتقول: فأكرمت الرجل العاقل، فكذلك لا يجوز نعت ما ناب منابه.
والوجه الثاني: أن يكون البدل بعضًا، وهو قوله: (أو اقتضى بعضًا) أي: دل على بعض الأول، فهناك أيضا يجوز إبدال الظاهر من ضمير الحاضر فتقول: عجبت منك من وجهك، وعجبت مني وجهى، وقد تقدم وجه الجواز.
والثالث: أن يكون بدل اشتمال، وهو قوله: "أو اقتضى اشتمالا" نحو: عجبت منك حسنك، وعجبت مني حسني، وما أشبه ذلك.
وأتى بمثال لهذا الوجه، وهو قوله: "كأنك ابتهاجك استمالا".
والابتهاج والبهجة: الفرح والسرور، والاستمالة: الإمالة في المعنى، يقال: استمالني الشيء، واستمال بقلبي، إذا أماله إليه.
ولم يذكر ذلك في بدل الإضراب والغلط كما تقدم، فلنضرب عنه صفحًا كما فعل.
وإذا تقرر هذا فلابد من النظر فيما يشير إليه.
وجملة النظر فيه يقتضي أن (ما عدا ما تقدم جائز) والأوجه المتصورة التي ينفصل عنها ما ينفصل، ويبقى ما يبقى أربعة أوجه:
إبدال ظاهرٍ من ظاهر، وإبدال مضمرٍ من مضمر، وإبدال مضمرٍ من ظاهر، وإبدال ظاهرٍ من مضمر، وذلك في كل واحد من بدل الكل، والبعض والإشتمال.
فأما (بدل الكل من الكل) فتقول في الظاهر من الظاهر: أكرمت زيدًا أخاك، وفي ضده زيد أكرمته إياه، في الغائب، وأكرمتك إياك، في المخاطب، وأكرمتني إياي، في المتكلم.