أنشد سيبويه:
ذريني إن أمرك لن يطاعا ... وما ألفنيتني حلمي مضاعا
وقال الآخر:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
وأيضا، فإذا كان امتناعكم من البدل هاهنا لأن ضمير الحاضر لا يدخله لبس فينبغي أن يمنع البدل من ضمير الغائب لأنه لا يدخله لبس، ولذلك لم ينعت المضمر مطلقا، ولما كان ضمير الغائب يبدل منه، مع أنه لا لبس فيه، دل على أن اللبس أو عدمه غير معتبر، وأن ضمير الغائب والحاضر في الإبدال منه سواء.
والجواب أن ما ذكر من السماع محتمل ونادر، والنوادر لا يبني عليها حكم مع إمكان تأويلها.
وأما القياس: فالفرق ظاهر، فإن ضمير الغائب قد يلتبس فيحتاج إلى البيان، والبدل يؤتى به للبيان، بخلاف ضمير الحاضر كما تقدم.
وأما القياس على النعت فغير بين، لأن نعت الضمير لم يمتنع من أجل اللبس وإنما امتنع من جهة نيابته مناب ما لا ينعت، وهو الظاهر المعاد، ألا ترى أنك إذا قلت: لقيت رجلاً / فأكرمته، فالهاء نائبة مناب