بأربعة صريعٍ وجريحٍ، من إجازة البدل وإن كان الأول لا يطلق فيه ويراد الثاني.
وهذا الجواب مشكل فانظر فيه.
وعن الثاني أن سيبويه ذكر بدل الغلط والنسيان، ولم يقلله ولا استقبحه بل أطلق القول فيه كسائر أقسام البدل.
وقال في أبواب الصفات: والمبدل يشرك المبدل منه في الجر، وذلك قولك مررت برجلٍ حمارٍ، فهو على وجهٍ محال، وعلى وجه حسن.
فأما المحال فأن تعنى أن الرجل حمار، وأما الذي يحسن: فهو أن تقول: مررت برجلٍ، ثم تبدل الحمار مكان الرجل فتقول: حمارٍ، إما أن تكون غلطت أو نسيت فاستدركت، وإما أن يبدو لك أن تضرب عن مرورك بالرجل، وتجعل مكانه مرورك بالحمار بعد ما كنت أردت غير ذلك.
فانظر كيف جعل ذلك حسنًا، خلاف ما يقوله غيره من هؤلاء المتأخرين، غير أنه كما قال السيرافي: لا يقع / في شعر ولا كلامٍ معمولٍ محكك؛ بل يجيء على سبق اللسان إلى ما لا يريده، فيلغيه ويلفظ بما يريد. وما قال لا يدل على أنه ضعيف.
وقال الفارسي: حق هذا أن يستعمل فيه (بل) وهذا أيضًا لا يدل على ضعفه.
وعن الثالث: أن (بدل النسيان) قد يدخل تحت (بدل الغلط) لتقاربهما من جهة المعنى، أو يقال في ذلك ما رأيت في بعض التقاييد،