فإن فهم من إطلاقه في الإضراب الشياع والكثرة، فليفهم له مثل ذلك في بدل الغلط، وإذ ذاك يكون مخالفًا لما نص عليه غيره.
والثالث: أنه ترك من أقسام النوع الرابع قسمًا ثالثا، وهو "بدل النسيان" فقد ذكره الناس، وفرقوا بينه وبين الغلط، فإن النسيان مختص بالقلب، والغلط مختص باللسان.
فإذا قلت: رأيت رجلاً حمارًا، فقد يكون مرادك ذكر الحمار قصدًا، ولكن اللسان غلط، فنطق بزيد، فأبذدل منه الحمار، وقد يكون مرادك ذكر زيدٍ اعتقادًا أنه المرئي، ولم يكن هو المرئي في الحقيقة؛ بل الحمار، ثم لما ذكرت زيدًا تذكرت أن المرئي كان الحمار، فأبدلته منه، وهذا فرق واضح.
وقد ذكر سيبويه الغلط والنسيان فقال وإنما يجوز: رأيت زيدًا أباه، ورأيت زيدًا عمرًا، أن يكون أراد أن يقول: رأيت عمرًا، أو رأيت أبا زيدٍ، فغلط أو نسى.
ثم استدرك كلامه بعد، فأتى بـ (أو) في قوله: "فغلط أو نسى" فجعلهما قسمين. ثم أنه في "التسهيل" لم يذكر بدل النسيان كذلك.
والجواب عن الأول أن يقال: لعله لا يقول باشتراط ذلك الشرط ولاسيما ومثالاه في بدل البعض والاشتمال لا يظهر منهما ذلك، وقد تبين في "اعرفه حقه".
وكذلك قوله: (قبله اليد) إذ لا يقال: قبلت المرأة، إذا قبلت يدها، كما لا يقال: قطع زيد، إذا قطع أنفه، إلى غير ذلك من الأمثلة، فكأنه لم ير اشتراط ذلك الشرط ويكون مستنده في ذلك ما ذهب إليه ابن خروف: مررت