وعلى هذا المعنى لا يقال: أعجبني زيد عبده، لأنه لا يقال: أعجبني زيد، وأنت تعني عبده، وكذلك لا يقال: سلب زيد عبده، ويجوز أن يقال: سلب زيد ثوبه، وعلى هذا النمط قس ما يرد عليك. قالوا: وهذا المذهب يظهر من الفارسي في "الأيضاح" وهو مذهب السيرافي.
ومنهم من قال: إن الثاني مشتمل على الأول، ويقوى ذلك في بعض المثل: سرق زيد ثوبه، فـ (الثوب) هو المشتمل على (زيد) لا على العكس.
وهذا المذهب أيضًا يحتمله كلام الناظم على أن يكون الضمير في "يشتمل" هو العائد على "ما" وفي "عليه" عائدًا على المبدل منه.
ولم يرتضه في "التسهيل" لأن نحو: أعجبني زيد كلامه وفصاحته، وكرهت عمرًا ضجره، وساءني خالد سوء خلقه، ونحو ذلك - ليس الثاني فيه مشتملاً على الأول، فالظاهر الأول.
وثم مذهب ثالث، أن العامل هو المشتمل على البدل، بمعنى أن معنى العامل متعلق به، وإن تعلق في اللفظ بغيره، نحو أعجبتني الجارية حسنها، فالإعجاب متعلق بالجارية، وهو في المعنى متعلق بالحسن، ولأجل ذلك قالوا: أعجبني الجارية حسنها، بغير علامةٍ في الأكثر، وهو أقرب من الذي قبله، إلا أن بدل البعض بهذا المعنى داخل فيه، لأن المعنى معلق بالبدل لا بالمبدل منه، فيلزم أن يسمى بدل البعض بدل اشتمال.
وارتضى هذا المذهب ابن أبي الربيع، وسلم أن بدل البعض والاشتمال في الحقيقة، سواء، إلا أن بدل البعض خص بهذه التسمية، وأبقوا التسمية على الآخر، ولا يحتمل كلام الناظم هذا المذهب.