وأنشد أيضاً لعدى بن زيد:
ذريني إن أمرك لن يطاعا ... وما ألفيتني حلمي مضاعا
/ وأتى بعبارة "بدل الاشتمال" محتملةً لمذهبين، إذ الناس مختلفون في معنى "بدل الاشتمال".
فمنهم من قال: إن الأول هو المشتمل على الثاني، ومعنى كونه مشتملاً عليه أنه يصح العبارة بلفظه عنه، والاستغناء عن البدل وأنت تعنيه.
فإذا قلت: أعجبني زيد حسنه فـ (زيد) مشتمل على (الحس) بمعنى أنه يصح أن تقول: أعجبني زيد، مكتفيًا به عن ذكر (الحسن) وأنت تعينه، وعلى هذا تقول:
أعجبني زيد علمه، ونفعني زيد علمه أو كرمه، وساءني زيد فقره، وكرهت المنزل ضيقه.
ومنه الآية: } يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه {.
وهذا المذهب يحتمله كلام الناظم، على أن يكون الضمير في (يشتمل) عائدًا على المبدل منه، وفي (عليه) على "ما" وهي عبارة عن بدل الاشتمال، كأنه قال: أو ما يشتمل عليه.