البدل

هذا هو النوع الرابع من أنواع التابع، وهو "البدل" وأخذ أولاً في تعريفه بالحد فقال:

التابع المقصود بالحكم بلا ... واسطةٍ هو المسمى بدلا

فقوله: "التابع" هو الجنس الأقرب، وقوله: "المقصود بالحكم" يعني أنه الذي قصد بالإخبار عنه في الحقيقة دون متبوعه.

فإذا قلت: قام زيد أخوك، فـ (أخوك) هو المقصود بالحكم عليه، والإخبار عنه بالقيام، ومعنى كونه المقصود بالحكم أن البدل يقصد لمعنيين:

أحدهما: أن يريد المتكلم ذكر المقصود بالحكم بخصوصه، فيأتي أولاً بما يعمه وغيره، ثم يأتي بالمخصوص قصدًا للتأكيد، كقولك: رأيت قومك ناسًا منهم.

والثاني: أن يريد الإبهام على المخاطب، ثم يبدو له أن يبين، أو يتوهم أن المخاطب عالم بما يريد، ثم يشك في علمه، فيأتي بالاسم الآخر / على جهة البيان.

ويلحق بذلك معنى ثالث، وهو أن يذكر المقصود بالحكم، ثم يبدو له، فيضرب عنه إلى غيره. لكونه غالطا أو ناسيا أو لمعنى آخر.

وعلى كل تقدير فالبدل هو المقصود بالحكم، وما قبله في حكم الملغى وإن لم يكن كذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015