على ما اختص بالشعر، ولو نبه عليه لكلن متناقضًا.

ولا يقال: إنه أتي بقوله: (وضعفه اعتقد) تتمة للبيت لا لغير ذلك، فإن هذا أشنع عليه، فثبت أن هذه التتمة مشكلة.

فالجواب: أنه إنما أراد اعتقاد الضعف فيه في القياس مطلقا، لا بقيد كونه في نظم أو نثر، فسلط الضعف على وروده، ولما قال ذلك، مع النص على شياعة في الشعر، دل ذلك على جواز إتيانه في النثر قليلًا، أو يكون قوله: (وضعفه اعتقد) يريد به: في الكلام، فكأنه يقول: إنه في الشعر قوي، وفي الكلام ضعيف، وعلى هذا يتفق رأيه هنا مع رأيه في "التسهيل" و "شرحه" ويكون الدليل على صحة رأيه ما تقدم، والله أعلم.

وأما ضمير الجر فقال في العطف عليه:

وعود خافضٍ لدى عطف على ... ضمير خفضٍ لازمًا قد جعلا

وليس عندي لازمًا إذ قد أتى ... في النظم والنثر الصحيح مثبتًا

عود الخافض: بمعنى إعادته، يعني أن أعاده الخافض في العطف على الضمير المخفوض- ولا يكون إلا متصلًا- جعله النحويون شرطًا لازمًا فقالوا: لا يجوز العطف عليه إلا مع إعادة الخافض.

فإذا قلت: مررت بك، فأردت العطف عليه قلت: وبزيدٍ، ولا تقول: وزيدٍ، إلا في الشعر، كما في التنزيل الكريم: {قل الله ينجكم منها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015