واستشهد على ذلك بأمرين:

أحدهما: ما جاء من ذلك في الكلام من قولهم: مررت برجلٍ سواءٍ والعدم، وفي الحديث قول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: كنت وجار لي من الأنصار، وقول على بن أبي طالب- رضي الله عنه-: كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر، هكذا ثبت ضبطها في صحيح البخاري.

والثاني: أن ما جاء في الشعر من ذلك منه ما يلحق بالنثر لإمكان الإتيان به على غير ضرورة، لتمكن الشاعر أن ينصب ما بعد (الواو) على المفعول معه في بيت ابن أبي ربيعة، والراعي، وجرير، وكذلك قال المؤلف في بيتي ابن أبي ربيعة وجرير، بناءً على أصله في ذلك، وقد مر الكلام على ما في ذلك فيما تقدم.

فإن قيل: ظاهر الكلام متهافت، فإنه بين أن العطف بلا فصلٍ شائع في الشعر، وهذا يقتضي أنه قوي في قياس الضرائر، كصرف ما لا ينصرف، وقصر الممدود، فقوله بعد هذا: "وضعفه اعتقد" مضاد لهذا.

وأيضا فإن أراد أنه ضعيف في الكلام- إن قيل- فهذا أيضًا كذلك، لأنه لم يلتفت هنا إلى نقلٍ في النثر، ولا نبه على أنه يقاس في النثر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015