وقال الآخر:
ألم تر أن النبع يصلب عوده ... ولا يستوي والخروع المتقصف
وهذه المسألة مختلف فيها بين أهل البلدين، فذهب البصريون إلى منع العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير فصل، وإنما يأتي عندهم في الشعر حيث لا يقاس عليه.
وذهب الكوفيون إلى جواز العطف بلا فصل مستدلين على ذلك بما جاء في الشعر، وبقوله تعالى: {فاستوي وهو بالأفق الأعلى}، ففي "استوي" ضمير عندهم، و"هو" معطوف عليه، أي استوي جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا عند البصريين ليس فيه دليل.
أما الشعر: فظاهر، وأما الآية فتحتمل أن تكون الواو في (وهو) واو الحال لا واو العطف، والضميران معًا لجبريل عليه السلام، أي أستوي في صورته التي خلق عليها حال كونه بالأفق الأعلى.
وقد رأى المؤلف في "التسهيل" و "شرحه" رأيًا ثالثًا، وهو جواز العطف في الكلام على قلة،