وأما إن كان مرفوعًا أو مجرورًا فإذ ذاك لا يعطف عليه مطلقًا. بل بشرطٍ يقترن به.
وقدم الكلام على ضمير الرفع، فقرر أنه إذا عطف عليه فالقياس المعتمد فيه، والشهير في كلام العرب، أن يفصل بينه وبين ما عطف عليه بفاصل، أي فاصل كان، إلا أن الأكثر والأولى الفصل بالضمير المنفصل المناسب له في الرفع، ولذلك قدم ذكره قبل غيره فقال: "فافصل بالضمير المنفصل".
فتقول: قمت أنا وزيد، وقمت أنت وعمرو، وزيد يخرج هو وخالد، ونحو ذلك.
ومنه في القرآن: {اسكن أنت وزوجك الجنة}، {فأذهب أنت وربك فقاتلا}، {وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا}، وهو كثير.
وقد يأتي الفصل بغير الضمير وهو قوله: " أو فاصل ما" كالمجرور والظروف و (لا) وغيرها. كقوله تعالى: {هو الذي يصلى عليم وملائكته}. فهذا فصل بالمجرور، والظرف مثله نحوه: جلست عندك وعمرو.
ومن الفصل بـ (لا) إذا وقعت بين العاطف والمعطوف قوله: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركتنا ولا إباؤنا}.
ومن الفصل بالمفعول قوله: {فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن}.