وأخو الغوان متى يشأ يصر منه ... ويعدن أعداء بعيد وداد
وفي النظم من هذا النوع أشياء كثيرة.
وإن على ضمير رفع متصل ... عطفت فافصل بالضمير المنفصل
أو فاصلٍ ما وبلا فصل يرد ... في النظم فاشيًا وضعفه اعتقد
هذه مسألة كليه في حروف العطف، وذلك أن المعطوف عليه تارة يكون ظاهرًا، ولا إشكال في جواز العطف عليه، كان مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، وسواء كان المعطوف عليه ظاهرا أو مضمرا.
وتارة يكون ضميرا، والضمير على قسمين، منفصل ومتصل.
فـ (المنفصل) حكمه حكم الظاهر مطلقا، فيجوز العطف عليه مرفوعًا كان أو منصوبا. ولا يكون مجرورا إلا في الاضطرار، فتقول: زيد ما جاءني إلا هو وهند، وما رأيت إلا إياك وعمرًا، وأنا وزيد منطلقان، وما أشبه ذلك، فإنهم حكموا له بحكم الظاهر هنا، وخرج هذا عن كلام الناظم بقوله: "متصل" ففهم أن غير المتصل لا يشترط فيه ما ذكر.
و(المتصل) إن كان منصوب الموضع جاز العطف عليه أيضًا مطلقا، لأنه في حكم المنفصل من حيث كان فضله، أو جاريًا مجرى الفضلة، فليس له مع عامله اتصال تام، كما كان لضمير الرفع مع عامله، فلذلك قيد ما أراد تقييده بقوله: "ضمير رفعٍ متصل".