الشعري، وهذا يعطي شيئين:
أحدهما: وجود ذلك سماعا وذلك صحيح، فإن السيرافي أنشده عن ثعلب:
وما نبالي إذا ما كنت جارتنا ... ألا يجاورنا إلاك ديارُ
أراد إلا أنت، إلا أنه أتى بالكاف ضرورة.
والثاني: أن مثل هذا قد يأتي في الضرورة قياسًا، فإذا اضطر شاعر متأخر جاز له القياس على ما سمع، كما يجوز ذلك في الشعر مع "لولا" نحو ما أنشده سيبويه من قول يزيد بن الحكم: /
وكم موطن لولاي طحت كما هوى بأجرامه من قلة النيق منهوي والقياس في الكلام: لولا أنا، ومن الضرورات ما يكون قياسا.
فإن قيل: كل واحد من هذين التعريفين يعطى في المقصود ما أراده، فلم أتى بهما معًا وأحدهما كافٍ؟
فالجواب: أن له في ذلك مقصدا آخر لا يحصل له مع الاقتصار