الناس.

وهند فُضْلَى النساءِ، والهندان فُضْلَيَاَ النساء، والهندات فَصَل النساءِ.

ومنه في القرآن {وَمَا نَرَاكَ اَّتبَعَكَ إلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذلُنَا} (?) لأن المعنى في ذلك معنى ما فيه اللف واللام، فقولك على هذا: (الزيدانِ أفضلاَ الناسِ) المعنى فيه: هما الأفضلانِ في الناس، وليس على معنى أنهما أفضلُ من الناسِ.

وأما الأول، وهو إذا نويتَ معنى (مِنْ) فلك فيه وجهان:

أحدهما أن يأتي بـ (أَفْعَلُ) مطابقاً فتقول: الزيدان أفضَلاَكُمْ.

والثاني أَلاَّ تأتي به مطابقا، فتقول: الزيدان/ أَفْضلكُم. ... 571

وكذا سائر المثُلُ في الوجهين، وقد جمعهما قوله عليه السلام ((أَلا أُخْبركُم بأحبَّكم إلَيَّ، وأقربكم منَّيِّ مَجْلِساً يومَ القيامة، أَحَاسِنكُم أَخْلاَقاً)) (?) فجمع (أَحْسَنَ) وأفراد (أَحَبَّ، وأقْربَ).

وإنَّما وجبت المطابقة في الاعتبار المتقدم لزوال معنى (مِنْ) الذي من أحله حصل شَبَهُ الفعل.

وجاز هنا الوجهان لأنها مَنزلة بين المنزلَتيْن فمن راعى معنى (مِنْ) وأنه مقدَّر عَدَّ (مِنْ) كالملفوظ بها. ومن راعى اللفظ، وأن (مِنْ) ليست بمذكورة فيه، ولا يمكن إظهارها مع بقاء الإضافة سَوَّى بينه وبين ذى الألف واللام، فكأنَّ معنى (مِنْ) مطَّرَح في الحكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015