وقال تعالى: {ولَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} (?) - {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكُبَرُ} (?)، فهذا على تقدير (مِنْ).

وفي كلا الأمرين يَلزمه الإفرادُ والتذكيرُ وإن جرى على غير ذلك، فتقول: زيدٌ أفضلُ من عَمْروٍ، والزيدانِ أفضلُ من عمرو، والزيدون أكرمُ من بني فلان، وهندٌ أجملُ من دَعْدٍ، وأختاها أجملُ منها، والهنداتُ أفضلُ من الزَّيْنَبات. ونحو ذلك.

ومنه قوله تعالى: {ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ} (?) وقال/: {هُمْ للِكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ ... 570 مِنْهُم للإِيمَانِ} (?).

وأما الثاني فعلى ثلاثة أقسام:

أحدها ما فيه الألف واللام، وحكمُه المطابقةُ لما جَرى عليه مطلقا، فيثنَّى ويجمع ويؤنَّث، فتقول: مررت بالرجل الأفضلِ، وبالرجلين الأفضلَيْنِ، وبالرجال الأفضلَيِنَ، بالمرأة الفضْلى، وبالمرأتين الفُضْلَيَيْنِ، وبالنساء الفُضَلِ. قال الله تعالى: {وَأَنْتُمُ الأْعْلَوْنَ} (?) - {وَأَنْذِرْ عَشيِرتَكَ الأْقْرَبِينَ} (?) وهو كثير.

وإنَّما أُفرد مع (مِنْ) ولم يكن كذلك دونها، لأن (أَفْعَلُ) مع (مِنْ) كالفعل مع الفاعل، من جهة أن (أَفْعَلَ) طالبٌ ببنْيته لـ (مِنْ) على وجه اللزوم، كما أن الفعل طالبٌ ببِنْيَته لفاعله على اللزوم أيضا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015