تقدَّم. وقد اجتمع مع المصدر في المعنى والمادَّة فساع القياس عليه.
والثانية أن الناظم ذكر هنا إعمالَ المصدر، وألحق به اسمَه على كلا المعنيين، واقتصر على ذلك، فدل على أن ما لحق باسم المصدر وشابَهه لا يَلحق به في العمل عنده، فاسمُ الزمان والمكان لا يَعملان عمل الفعل، وإن تَضَمَّنا معناه، لبُعْدهما عن المصدر وفعله، بتضمُّن الدلالة على الزمان والمكان المُبْهَمين، فلا يقال: أتَت على الناقةُ مَضْرِب الفَحْل إيَّاها، ولا ما أشبه ذلك. فإن جاء من ذلك شيء فسماعٌ ومؤوَّل، كقول النابغة (?):
كأنَّ مجرَّ الرَّامِسَاتِ ذُيُولَها
عليْهِ حَصِيرٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوَانِعُ
((مجر)) هنا اسم مكان، لأنه إنما شَبَّه بالحصير موضعَ الجَرِّ، وكذلك قولُ ذي الرُّمة (?):
وظَلَّتْ بَملْقَى وَاحِفٍ جَرَعَ المِعَا
قياماً تُفالِي مُصْلَخِماً أميرُهَا
فـ (المَلْقَى) هنا موضع التقاء واحِفٍ وجَرَعَ المِعَا، وهما موضعان.