كثير وأبي عمرو. وتقول: جئتك في جينِ زيدٌ قائم، وهذا حينُ زيدٌ قائم. وقال قيسُ بن الخطيم (?):
وعهدي بها أيامَ نحنُ على مِنىً
وأحسِنْ بها عذراءَ ذاتَ ذوائبِ
وأما غيرُ المختار فهو الذي قال فيه: ((ومن بَنَى فلن يُفَنَّدا))، يعني أن من قال بجواز البناء إذا كان الظرف قبل فعل مٌعْربٍ أو قبل مبتدأ، فقوله صحيح جارٍ على كلام العرب، فقد نُقل عنها البناء هنا، فمن شواهد البناء قبلَ المضارع قراءةُ نافع: {هذا يومَ ينفعُ الصادقين صدقُهم (?)}، بنصب اليوم والإشارة إلى اليوم، فلا يكن ظرفاً، بدليل القراءة الأخرى، والجمع بين معاني القرآن هو الأحقُّ. وقرأ ابنُ عامرٍ ونافعٍ وقُراء الكوفة: {يومَ لا تملك نفسٌ لنفس شيئاً}، بالفتح، والمعنى في القراءتين واحد، لأن {يوم لا تملك} تفسير لـ {يومُ الدين (?)}، فكأنه قال: هو يومُ كذا. ولا يقدّر فيه: أعنى {يوم لا تملك}، قال المؤلف: ((لأن تقدير ((أعنى)) لا يَصْلُح إلا بعد مالا يدل على المسمى دلالة تعيين، ويوم الدين دال عليه تعيين، فتقدير ((أعنى)) غير صالح معه (?))). وأنشد في الشرح (?):
إذا قلت: هذا حينَ أسلُو يَهِيجني
نسيمُ الصَّبا من حيثُ يطلع الفجر