إذا قيل: أي الناس شر قبيلة ... أشارت كليب بالأكف الأصابع
يريد: أشارت إلى كليب. وأما المطرد: فلم ينبه الناظم على مواضعه، بل اكتفى بالإيماء إليه بقوله: (وبعضه يرى مطردًا) وقد أطرد ذلك على قلته في مواضع الحاضر الآن منها ثمانية:
أحدها: المعطوف على الخبر الصالح للباء في النفي بليس، أو ما أشبهه نحو: ما زيد قائمًا ولا قاعد، وليس زيد قائمًا ولا قاعد، توهمًا للباء موجودة في الخبر. ومن ذلك قول زهير - أنشده سيبويه -:
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابق شيئًا إذا كان جائيًا
كأنه توهم الباء داخلة على (مدرك)، وكذلك قول الأخوص الرياحي، أنشده سيبويه أيضًا:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة .... ولا ناعب إلا ببين غرابها