تريد: رب رجل لقيته، وما جاء مما خالف هذا فشاذ، نحو ما أنشده ابن الأنباري، وغيره لجميل:
رسم دار وقفت في طلله ... كدت أقضي الحياة من جلله
فلا يعتد بمثل هذا في القياس.
ثم قال: (وقد يجر بسوى رب لدى حذف) يعني أن هذا الحكم المذكور في (رب)، وهو الجر مع حذف الحرف قد يوجد في غير (رب) من حروف الجر، لكن ذلك على الجملة قليل؛ دل على قلته قوله: (وقد يجر) وهذا الحذف على قلته على وجهين: مطرد، وغير مطرد، ولأجل ذلك قال: (وبعضه يرى مطردًا) يريد: وبعض آخر لا يطرد، فأما غير المطرد فمعلوم أنه لا يقاس عليه، ولكن يقبل ما سمع منه ليحفظ، فمن ذلك قول رؤبة - وقيل له: كيف أصبحت؟ -: خير عافاك الله. يريد بخير، أو: على خير.
وأنشد المبرد قول الشاعر:
ألا تسأل المكي ذا العلم ما الذي .... يحل من التقبيل في رمضان
فقال لي المكي أما لزوجة .... فسبع، وأما خلة فثمان
يريد: وأما لخلة فثمان، فحذف. ومنه أيضًا قول الآخر: