اسمًا كذلك، فهذا إخبار عن السماع، فالظاهر أن ذلك عنده غير قياسٍ كما تقدم في الكاف.
ثم قال:
ومذ ومنذ اسمان حيث رفعا ... أو أوليا الفعل كجئت مذ دعا
وإن يجرا في مضي فكـ (من) ... هما، وفي الحضور معنى (في) استنب
جعل الناظم: (مذ ومنذ) على وجهين:
أحدهما: أن يكونا اسمين:
والثاني: أن يكونا حرفين، فإن قال: (ومذ ومنذ اسمان) في موضع كذا، ثم قال: (وإن يجرا في مضى فكمن) يعني حرفين. وهذا رأي الجمهور.
وذهب بعض النحويين إلى أنهما اسمان أيضا إن انجر ما بعدهما؛ لأنهما قد ثبت لهما الاسمية إذا ارتفع ما بعدهما، أو أوليا الفعل، فليكن كذلك إذا انجر ما بعدهما؛ إذ الجر لا ينافي الاسمية. والأصل بقاء ما كان على ما كان، فوجب استصحاب الحكم الثابت لهما قبل أن يجرا ما بعدهما.
ورد هذا المذهب بأمرين:
أحدهما: قاله ابن عصفور أن الظرف إذا نفي عنه الفعل استغرقه النفي ولم يتعده، كقولك: ما رأيته يوم الجمعة، فقد استغرق النفي جميع أجزاء يوم الجمعة/ ولم يتعدها، وإذا نفيت الفعل قبل (مذ) لم يستغرقها وتعداها، فإذا قلت: ما رأيته مذ يوم الجمعة، فلا بد أن تكون رأيته في جزء من يوم الجمعة، ثم لم تره إلى زمانك الذي أتت فيه، فقد رأيت تعدي النفي لها، وامتنع استغراقه، فلو كانت (مذ) ظرفًا لكان حكمها حكم الظرف فيما ذكر، فلما