يمرون بالدهنا خفافًا عيابهم ... ويخرجن من دارين بجر الحقائب
على حين ألهى الناس جل أمورهم ... فندلًا زريق المال ندل الثعالب
والثالث: أن يكون بمعنى (عن) أي: تسد مسدها في معنى المجاوزة الذي يذكره، ومثال ذلك: بعد علي المكان، وتعذر عليه الأمر، وأبطأ عليه، وخفي علي مكانك. ومنه أيضًا قول القحيف العقيلي:
إذا رضيت علي بنو قشيٍر ... لعمر الله أعجبني رضاها
فـ (على) في هذه المواضع بمعنى (عن) لصحة وقوعها موقعها، فتقول: بعد عنه، وتعذر عنه، وأبطأ عنه، وخفي عنه، ورضيت عني بنو قشير، وأنشد سيبويه:
أرمي عليها وهي فرع أجمع ... وهي ثلاث أذرٍع وإصبع
التقدير: أرمي عنها، لقولهم: رميت عن القوس.
وقال ذو الإصبع العدواني:
لم تعقلا جفوة علي ولم ... أوذ صديقًا ولم أنل طمعا