يريد عني.
وقال دوسر بن غسان اليربوعي:
إذا ما أمرؤ ولى علي بوده ... وأدبر لما يصدر بإدباره ودي
أي: ولى عني.
فإن قيل: فأين جريان القياس في وقوع (على) موقع (في) و (عن)؟
فالجواب: إن القياس جاٍر في بعض ما تقدم في التمثيل:
أما في وقوعها موقع (في) فحيث يكون الموضع تاريٍخ وتعيين وقت، فيؤتى بالزمان كقوله: {على حين غفلة}. أو بمصدر يقدر معه الزمان كقوله: على عهد فلاٍن، إذ المعنى: على حين عهد فلان، وعلى/ وقت كذا، فلا يمنع هنا القياس.
وأما في وقوعها موقع (عن) فقد قال في الشرح: واستعمالها للمجاوزة كوقوعها بعد: بعد، وخفي، وتعذر، واستحال" وأشباه ذلك من: أبطأ، وأحال، وولى نحوها، فهذه المواضع قد يسوغ قياسها. والله أعلم.
ثم قال: (بعن تجاوزًا عنى من قد فطن) ... إلى آخره. أتى لعن أيضًا بثلاثة معاٍن:
أحدها: وهو الأصل: أن تكون للمجاوزة، بمعنى أن مجرورها مجاوز أو مجاوز، نحو قولك: صددت عن زيٍد، وأعرضت عنه، ووليت عنه،