"وانصب ما انقطع"، أي: انصب من الاستثناء منقطعًا، وهو ما كان فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه، يعني أن المنقطع من الاستثناء حكمه النصب بإطلاق إلا عند بني تميم فإنه جاء عنهم الإبدال، فتقول: ما في الدار أحدٌ إلا حمارًا، وما لي عليه سلطان إلا التكلف. وفي القرآن من ذلك قوله تعالى: {ما لهم به من علمٍ إلا اتباع الظن} وقوله: {وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمةً منا ومتاعًا إلى حين} والقرآن نزل في غالبه بلغة أهل الحجاز، وأنشد سيبويه للنابغة الذبياني:
وقفت فيها أصيلانًا أسائلها ... عيت جوابًا، وما بالربع من أحد
إلا الأواري لأيًا ما أبينها ... والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
قال سيبويه: "وأهل الحجاز ينصبون الأواري"، وأنشد أيضًا للنابغة:
حلفت يمينًا غير ذي مثنوية ... ولا علم إلا حسن ظنٍ بصاحب
وإنما نصب أهل الحجاز هذا؛ لأنه لا يصح فيه الإبدال حقيقة من جهة أن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، قال سيبويه: "جاءوا به على معنى: