والشرط الثاني: أن يكون ذلك العامل مستندا لاسم عين نحو: إنما زيد سيرا، فلو استند لاسم معنى نحو: إنما سيرك سير حسن، وما سيرك إلا سير حسن لارتفع كما تقدم في: سيرك سير حسن، وكذلك يقتضي ألا يقال: إنما حرصك زيادة، وإنما أملك نقصا، وما أملك إلا نقصا، وقد تقدم الكلام فيه.
فإن قيل: إن قوله: "نائب فاعل" لا فائدة له هنا لأنه قد ذكر ذلك في أول هذا الفصل حيث قال: "والحذف حتم مع آت بدلا من فعله" ثم أتى بالأنواع، فقد تقرر أنه بدل من فعله، فتكرار ذلك هنا غير محتاج إليه، وأيضا فقوله قبل هذا: "عامله يحذف حيث عنا" لا يحتاج إليه، إذ قد فرضه نوعا من أنواع المصدر النائب عن فعله، فعلى فرض النيابة تكلم.
فالجواب: أن قوله: "نائب فعل" احترز به من ألا يكون نائبا، فإنه إن لم يكن نائبا جاز ظهور الفعل، نحو: ما أنت إلا تسير سير البريد، كما مر.
فإن قيل: هذا المعنى بعينه قد استفيد من قوله أولا: "والحذف حتم مع آت بدلا من فعله" فإن مفهومه أنه إن لم يأت بدلا من فعله لم يلزم الحذف، فتكرار ذلك هنا تكرار.
قيل: ليس كذلك بل إنما كرره لحاجة اقتضت ذلك، هي أنه قال قبل:
وما لتفصيل كإمامنا ... عامله يحذف حيث عنا
فنص على أن العامل هنا يحذف مطلقا، وليس ذا وجهين بل المصدر هنا نائب أبدا فكان قوله: "يحذف حيث عنا" بيانا لذلك، إذ لو سكت فلم يبين أنه