درهماً، وما كسوت عمرا إلا قميصا، وقد بين مثل هذا في قوله: "وأخر المفعول إن لبس حذر" إلى آخره. وأما امتناع تقديم المفعول الذي هو فاعل في المعنى، فهو قوله: "وترك ذاك الأصل حتما قد يرى" يعني أنه قد يلزم تأخير المفعول الذي هو فاعل معنى عن الآخر، وذلك لموجب أيضا، فمن ذلك أن يكون مقرونا بأداة الحصر، نحو: ما أعطيت درهما إلا زيدا، وما كسوت ثوبا إلا أخاك. وقد تنبه على مثله في قوله: "وما بإلا أو بإنما انحصر أخر". ومنه أن يتصل به ضمير يعود على الآخر، فإنه يلزم تأخيره نحو أعطيت الثوب مالكه، وكسوت الحلة صاحبها، وأريت الدار ساكنها؛ إذ لا يجوز أن يقال: أعطيت مالكه الثوب، ولا كسوت صاحبها الحلة، ولا أريت ساكنها الدار إلا على قول:
جزى ربه عني عدي بن حاتم
وه زان نوره الشجر
وقد مر ذكر ذلك، وأما إذا كان الضمير متصلا بالمفعول الثاني فيجوز التقديم والتأخير على الأصل، فتقول: أعطيت زيدا درهمه، وأعطيت درهمه زيدا، وكسوت زيدا ثوبه، وكسوت ثوبه زيدا، وما أشبه ذلك لأن الضمير هنا إذا