بحسب القصد كطلبه له بحسب الوضع، فكانا بابا واحدا، ويكون إطلاق التعدي في أحد الوجهين كإطلاقه في قول سيبويه: "واعلم أن ما لا يتعدى يتعدى إلى اسم الحدثان". فسمى نصب المصدر تعديا، وكذلك في الزمان، والمكان، ولا مشاحة في الاصطلاح، ثم قال: "فالنصب للمنجر نقلا" ضمير (حذف) راجع لحرف الجر، يعني أن الحرف إن حذف فلا للمنجر به من النصب، فيصير الفعل متعديا بنفسه بالعرض كالمتعدي بحق الأصل، وذلك لأنه إذا تعلق به الجار فقد صار موضعه نصبا، ولذلك تقول: مررت بزيد وعمرا، فتعطف على موضعه نصبا، ومما جاء من ذل قول جرير:
تمرون الديار ولن تموجوا ... كلامكم علي إذا حرام
أراد: تمرون بالديار، أو على الديار، وقال الكلابي أنشده المبرد:
تحن فتبدي ما بها من صبابة ... وأخفى الذي لولا الأسى لقضاني
يريد: لقضى علي. وقال الشمردل بن شريك:
يشبهون سيوفا في مضائهم ... وطول أنضيه الأعناق والأمم
أراد بسيوف. وأنشد في شرح التسهيل قول الآخر:
كأني إذا أسعى لأظفر طائرا ... مع النجم في جو السماء يصوب
أي لأظفر بطائر.