إطلاق اللفظ أيضا إلا الأولون، نحو: أحمر، واصفر، واسود، وادهم، واغبر، وأفعال منها كلها أيضا، وما كان نحوها.
وأما كونه مطاوعا للمتعدي إلى واحد فذلك قوله: "أو طاوع المعدي لواحد" طاوع معطوف على اقتضى، أي: وما طاوع المعدي لواحد فبين أن الفعل المطاوع فعل يتعدى إلى مفعول واحد لازم غير متعد، ومثله بقوله: "مده فامتد" ومن باب ما مثل به: رددته فارتد، وعددته فاعتد، وعدلته فاعتدل، وكلته فاكتال، وغممته فاغتم، وانغم أيضا، ومثله أيضا: كسرته فانكسر، وحطمته فانحطم، وحسرته فانحسر، وسويته فانشوى، قال سيبويه: "وبعضهم يقول فاشتوى"، وصرفته فانصرف، وقطعته فانقطع، وكسرته فتكسر، وعشيته فتعشى، ودحرجته فتدحرج، وقلقتله فتقلقل، وما أشبه ذلك. وإنما قال: "لواحد" تحرزا من مطاوع المعدي لأكثر من واحد فإنه يتعدى إلى وحد؛ لأن الفعل المطاوع ينقص تعديه عما طاوعه بواحد، فإن كان المطاوع متعديا إلى واحد نقص الواحد في المطاوع له، فصار لازما، وإن كان متعديا إلى اثنين الواحد في مطاوعه فصار متعديا إلى واحد، فإذا قلت ناولته الشيء فتناوله، فقد تعدى المطاوع إلى واحد، فلذلك قال: "أو طاوع المعدي لواحد". وقد أتى في هذا الفصل بما لم يأت به في التسهيل هكذا فهو من الزيادات التي أفادها هذا النظم، وللناظم في هذا الرجز من الفوائد الحسان ما لم يقع له مثله في التسهيل، وقد تقدم من ذلك،