والجواب عنه: أن سيبويه أطلق القول بعدم التعدي في افعنلل، وافعنلي، فقال: "وليس في الكلام افعنللته ولا افعنليته". وقال الزبيدي: "أحسب البيتين مصنوعين". فإذا كان التعدي لم يسمع إلا في البيتين، وفيهما للناس متكلم ترك الاعتماد عليهما، واعتمد على نقل سيبويه، وأيضا لو صح البيتان لم يكن فيهما رد عليه لشذوذهما بالنسبة إلى عامة الباب. وأما كون الفعل مقتضيا للنظافة أو الدنس فلذلك قوله: "وما اقتضى نظافة أو دنسا" يعني أن ما كان من الأفعال يرجع معناه إلى معنى النظافة أو معنى الدنس فهو أيضا لازم، غير متعد، ومثاله: نظف، وطهرت الحائض وطهرت، ونقي، ونجس ونجس، وقذر، ورجس، وجنب/ وسمج، وشحب، ونزه، وحسن، وقبح، وبزع، ومن ذلك كثير.
وأما كونه يقتضي عرضا فهو قوله: "أو عرضا" وهو معطوف على المنصوب قبله، أي: وما اقتضى عرضا، يريد كان فيه معنى العرض فهو لازم، والعرض ما كان داخلا على الشيء مخالفا لأصل جبلته، وعارضا له كالمرض، والفرح، والحزن، وبالجملة كل ما يدخل على الأشخاص من زيادة أو نقصان فهو عرض، نحو: مرض، وبريء، وبرأ، ونشط، وكسيل، وفرح، وحزن، وشبع، وسقم، ونقه، وغرث، وظمئ، وروي، وفرع، وأمن، وأشر، وبطر، وقلق، وغضب، وسكر، وما أشبه ذلك. ويدخل فيه بمقتضى