والثاني: أن هذا المثال لا يأتي أبدا إلا مضاعف اللام الأخيرة ولم يأت فيه مثل: اسفرجل؛ إذ لا يجاوز بحروفه الأصلية الأربعة، وإنما ذلك للأسماء وحدها، والإدغام لام للتضعيف فأتى بلفظ المثال الذي هو أظهر في الاستعمال من الأصل، وأما كون الفعل مضاهيا لاقعنسس فمعناه أن يكون مشابها له، ومشاكلا، فإن المضاهاة هي المشاكلة والمشابهة، وعلى ذلك يحتمل أمرين: /
أحدهما: أن يريد المشابهة تحقيقا فلا يدخل تحته إلا ما كان ملحقا بالتضعيف باحرنجم؛ لأن حقيقة المضاهاة أن تكون في جميع الوجوه، فكما تكون في زيادة النون بين حرفين قبلها، وحرفين بعدها فكذلك تكون في كون الحرف الرابع والخامس زائدا بالتضعيف، فلا يشمل إلا مثال اسحنكك، وما أشبهه. وهذا صحيح، ولكنه قاصر في التعريف.
والأمر الثاني: أن يريد بالمضاهاة ما هو أوسع من ذلك، وهو المشابهة التي لا يلزم فيها الموافقة في جميع الوجوه، فيدخل له ما كانت فيه النون زائدة بين حرفين قبلها وحرفين بعدها مطلقا، كان الحرفان بعدها أصلين، أو أحدهما زائدا بالتضعيف، أو من حروف سألتمونيها فيشمل ما كان على وزن افعنلل من الرباعي الأصول، نحو: احرنجم، واجرنمز واسحنفر، واخرنطم، واقرنبع، واعرنزم، وادرنفق، وما أشبه ذلك، وكذلك يشمل ما ألحق