فعلوا في ضبط أبنية المصادر، وأسماء الفاعلين، والمفعولين، والصفات، والجموع المكسرة، وغير ذلك. فكان من أقرب ما وجدوا في ضبط غير المتعدي ما اختار الناظم، وهو أنه ردها إلى عقود خمسة، اثنان منها لفظيان، وثلاثة معنوية، وذلك كون الفعل من أفعال السجايا، وكونه على وزن افعلل، وكونه على وزن افعنلل، واقتضاؤه نظافة أو دنسا، أو عرضا، وكونه مطاوعا للمتعدي إلى واحد، وإن شئت جعلتها ستة فتفرد ما/ اقتضى عرضا عقدا مستقلا، فأما كونه من أفعال السجايا فذلك قوله: "وحتم لزوم أفعال السجايا" يعني أنه أوجب أن تكون الأفعال الراجعة إلى معاني السجايا لازمة غير متعدية، والسجايا هي الطبائع والغرائز المطبوع عليها، وهي الدالة على معنى قائم بالفاعل لزوما، وذلك مثل: نهم الراجل ينهم نهما فهو نهم: إذا أفرط في شهوة الطعام، ومثله كرم، ولوم، ونبه، وسفل، وشجع، وجبن، وذكو، وبلد، ورطب، وصلب، وصغر، وعظم، وسهل، وصعب، وضخم، وضول. فهذه الأفعال وما كان نحوها إنما هي لمعنى مطبوع عليه، أو لاحق به، وأكثر ما تأتي على فعل ويشاركه فعل، ومنه نهم في تمثيل الناظم، ونحوه شنب، وحول، عور، وحور، وعرج، ولهي، ونكب، ونغل، وعجل، ونكظ، وغضب، وضرب، وضحك، وضهيت، ولقس، ولثغ، وجعم، وقرم، وما أشبه ذلك. وأما كونه على افعلل فمثاله اطمأن، واقشعر، واشمأز، واجرعن، واشمعل، واصمعد، وارثعن، واقصعل، واقلعف، وازمهر، واسبطر، وامذقر، واشمخر