وأنت تقول: قام زيدٌ وعمرًا أكرمتُه, فيختار النصب كما يختار في قولك: ضربتُ زيدًا وعمرًا أكرمتُه, وكذلك تقول: رأبتُ زيدًا وعمروٌ جاءني, قتحملُه على الفعل في الوجه المختار, وخصوصًا على طريقته في: زيدٌ قام, وأيضًا فإنَّ قوله: ((مستقر أوّلًا, إمّا أنْ يكونَ نَعْتًا لفعلٍ, وعليه شرْحُ كلامه, وإمّا أنْ يكون نعتًا لمعمول, فيدخل تحته: زيدًا ضربتُ وعمرًا كلمته, ونحو ذلك. وعلى كلا التقديرين فالكلامُ قاصرٌ, أمّا على الأول فيخرج عنه: زيدًا ضربتُ وعمرًا كلمته, ونحوه, وأمّا على الثاني فيخرج عنه: ضربتُ زيدًا وعمرًا كلمتُه, ونحو ذلك, والحكم في الضّرينِ واحدٌ في اختيار النصب. فهذه عبارةٌ مشكِلةٌ, فلو قال مثلًا عوضَ ذلك:
وبعد عاطفٍ بلا فصلٍ على ... جملةِ فعلٍ استقلتْ أوّلًا
أو ما يعطي هذا المعنى لاستقام الكلامُ, وكان كعبارته في التسهيل: ((أوولي كذا وكذا أو عاطفًا على جملة فعليةٍ تحقيقًا أوو تشبيهًا)).
والثاني: أنّه ذكر لاختيار النصب ثلاثة مواضع, فاقتضى أنْ ليس ثمّ موضع آخر يُختار فيه النصب, وليس كذلك فإنّه قد ذكر في التسهيل زيادة على ما ذكر هنا ثلاثةَ مواضعٍ:
أحدُها: أنْ يُجاب به استفهامٌ بمفعولِ ما يليه أو بمضاف إليه مفعولُ ما يليع كقولك: زيدًا ضربتُه في جواب منقال: أيّهم ضربتَ؟ , فقولك: زيدّا ضربتُه قد أُجيب به الاستفهام في قولك: أّهم ضربتَ؟ وأيّهم مفعول ضربتَ, وهو الذي يلي زيدًا في قولك: زيدًا ضربتُه, وهو المستفهم به. وقد نصّ سيبويه على هذا الموضع, وكذلك المضاف إلى المستفهم به في قولك: ثوبَ زيدٍ لبسته,