جاء في السماع من النصب قول الله تعالى: {يُدْخِلُ مَنْ يشاءُ في رَحْمَتِهِ والظّالِمينَ أعَدَّ لهم عذابًا أليمًا} , وقوله تعالى: {وعادًا وثمود وأصحابَ الرّسِ وقُرونًا بين ذلك كثيرًا, وكلًّا ضَربْنَا له الأمْثال} , وقال تعالى: {فَريقًا هَدَى وفَريقًا حقَّ عليهم الضَّلَالَةُ} وهو كثير, ومنه في الشعر قول الربيع:
أصبحتُ لا أحملُ السلاحَ ولا ... أملِكُ رأسَ البعيرِ إنْ نَفَرا
والذئبَ أخشاه إنْ مررتُ به ... وحْدي وأخشى الرياحَ والمطَرا
وهذا الحكم غيرُ مُختّص بالواو وحدَها, بل يجري في غيرها من حروف العطف, ولذلك لم يقيّد عاطفًا بالذكر دونَ عاطف بل قال: ((وبعد عاطفٍ)) , فتقول: رأيتُ زيدًا ثمَّ عمرًا مررتُ به, ورأيتُ زيدًا أو عمرًا أكرمتُ أخاه, وكذلك ما جرى منها عاطفًا في بعض الأحوال, نحو: لقيتُ القومَ حتى زيدًا لقيتُه, وما رايتُ زيدًا لكنْ عمرًا رأيتُ أباه, وما أكرمتُ عمرًا بل بشرًا أكرمتُه, كلُّ هذا حكمُه حكمث الواو, وتحرّزَ بقوله: ((بلا فصل)) ممّا إذا فَصَل بين العاطف والمعطوف ما يصيّره في حكم نفسه, وذلك أمّا عمروٌ فلم أره, وجاءني زيدٌ وأمّا عبدالله فأكرمتُه, ولا يُختارُ النصب ههنا بل يكونُ حكمه في لنصب كحكمِه لو لم يُعطف على شيء, فتقول: رأيت زيدًا