/ ومن ذلك ما, من حروف النفي شبّهوهما بحروف الاستفهام في أنّ الكلامَ معهما غير واجب, فاختير معهما النصب, نحو: ما زيدًا ضربتَه, ولا عمرًا كلّمتَه, وأنشد سيبويه لهُدبة بن خَشرم:
فلا ذا جلالٍ هِبْنَهُ لجلَا لِهِ ... ولا ذا ضَيَاعٍ هُنَّ يَتْرُكْنَ للفَقرِ
وأنشدَ أيضًا لزُهير بن أبي سلمى:
لا الدّارَ غيّرَها بَعدِي الأنيسُ ولا ... بالدار لو كلّمت ذا حاجةٍ صَمَمُ
وقال جرير:
فلا حَسَبًا فَخَرْتَ به لِتَيمٍ ... ولا جَدَّا إذا ازدحم الجُدودُ
وإنّما مَثّلتُ هنا بما ولا اتِّباعًا لرأيه فيهما, إذ جعلهما في التسهيل وشرحه ممّا يُختارُ معه النصب, وهو مذهبٌ لبعض النحويين. وبعضُهم جعل الوجهين