وجدتَه؟ . وعلى هذا الحكم سائر أدوات الاستفهام/ حدثنا شيخُنا أبو عبدالله بن الفخّار -رحمة الله عليه- أنّ بعض المتكلمين على هذه المسألة من كتاب سيبويه ألقاها على طلبته, فقال: كيف يقال: هل زيدٌ ضربتَه أم هل زيدًا ضربتَه؟ رفعًا أم نصبًا, فرفع قومٌ بالابتداء إلحاقًا لهل بالهمزة في جواز ذلك, والتزم قومٌ النصب بإضمار فعلٍ ليليَها الفعلُ تقديرًا؛ إذ ليس لها تصرّف الهمزة, ولا أصالتها, فصوّب الشيخ هذا الثاني, وخطّأ الأول, قال: وكان بالحَضْرَةِ بعضُ المشارقة فقال: كلّ ذلك خطأ, وأخرج المسألة من الكتاب, وأنّها لا تجوز إلّا في الشعر, قال سيبويه: ((فإن قلتَ: هل زيدًا رأيتَ, وهل زيدٌ ذهب قَبُحَ, ولم يَجُز إلّا في الشعر؛ لأنّه لما اجتمع الفعلُ والاسم حملوه على الأصل)). قال: ((فإنْ اضطُرّ شاعرٌ فقدّم الاسم نَصَبَ)). قال السيرافي: يعني أنّه يقال: هل زيدًا رأيتَ أو رأيتَه, ثم بَسَطَ سيبويه الكلام في ذلك المعنى, فانظره في كتابه. ومثل ذلك: قد زيدًا رأيتُه, وسوف زيدًا أضربُه, ولم زيدًا أضرِبْهُ, ولن زيدًا أضرِبَهُ, وقلّما زيدًا أضرِبُه, وربّما زيدًا أضربُه. قال سيبويه: ((فممّا لا يليه الفعلُ إلّا مظهرًا سوف, وقد, ولما, ونحوهن, فإن اضطرّ شاعرٌ فقدّم الاسم, وقد أوقعَ الفعل على شيء من سببِه, لم يكن حدّ الإعراب إلّا النصب, وذلك نحو: لم زيدًا أضربْهُ, لأنّه سضمر الفعل إذا كان ممّا يليه الاسم فهذا كلّه داخلٌ تحت إشارة حيثُما على التقدير المذكور. والله أعلم.