يدخل له. وما كان منها يليه الفعلُ مضمرًا أو ظاهرًا في الشعر فقد دخل له بحيثما؛ وإنّما نبّهَ على هذا القسم لأمرين:
أحدهما: خوفًا من توهّمِ أنّ الاشتغالَ لا يدخل في ضرورة الشعر, فبيّن أنّ الاضطرار, وعدمه في دخول الاشتغال على حدّ سواء.
والثاني: أنّ سيبويه قد بوّب على ذلك, وقسّم الأدوات التي لا يليها إلّا الفعل ذلك التقسيم, فأراد الناظمُ أن يحذو حذوَه؛ لانّ أكثر الناس يطّرِحونَ ذكر الاشتغال في الضرورة, ولا يعتنون به, فإذا كان كذلك فإذا اضطرّ شاعرٌ أنْ يقولَ: إذا ما زيدًا ضربتَه أضرِبُهُ, وجب نصبُ زيدٍ بإضمار فعل يفسّره الظاهُر. وكذلك: أيّانَ تضربْهُ أضرِبْهُ, ومتى زيدًا تأتِه يكرمْكَ, وأينما زيدًا تكرمْهُ, يركمْك. وما أشبه ذلك. وقد جاء في الشعر لكن مع الرفع أنشد سيبويه:
صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائرٍ أيْنَمَا ... الريح تُمَيِّلْهَا تَمِلْ
وأنشد أيضًا لعَدِي بن زيد:
فمتى واغِلٌ يَنْبُهُمْ يُحَيُّو ... هُ وتُعْطَفْ عليه كأسُ الساقي
وكذلك أدوات الاستفهام سوى الهمزة, فتقول إذا اضطُرِرْتَ: هل زيدًا ضربتَه؟ فتنصب وجوبًا, وكذلك: متى زيدًا رأيتَ أخاه؟ وأين زيدًا لقيتَه؟ وكيف زيدًا