إن تركبوا فركوبُ الخيلِ عادتُنا ... أو تَنْزِلونَ فإنَّا معشرٌ نُزُلُ
فإنّه يجوز في المعطوف ما لا يجوز في المعطوف عليه, وأيضًا فهو مؤوّلٌ على غير تقدير (إنْ).
وأمّا حيثُما فمثالُه: حيثما زيدًا تُجلسه أجْلِسُ, فزيدًا يجب نصبُه بإضمار فعل, لأنّ حيثما طالبةٌ بالفعل وجوبًا. وهذه الأمثلة تشير إلى ما كان في معناها؛ لأنّه قال ككذا, فإنّه يدخل في المعنى كلّ اداة لا يليها إلّا الفعل, كأدوات التحضيض نحو: هلّا زيدًا ضربتَه, وألّا عمرًا اكرمتَه, ولولا زيدًا أعطيته كذا, ولا يجوز الرفعُ في هذه الأشياء. ومن ذلك أيضًا (لو) إذا قلت: لو زيدًا أكرمتَه لأكرمك, فزيدٌ هنا يجب نصبه لاختصاصها بالفعل, فلذلك لا يقع بعدها اسمٌ إلّا وبعده فعلٌ, فيقدّر للاسم السابق ناصبٌ, وقد قدّروا له رافعًا في قوله تعالى: {قُلْ لو أنْتُم تَمْلِكونَ خَزائنَ رَحمَةِ رَبّي} الآية. وفي تمثيله بحيثما إشكال, وذلك أنّ ما اختص من الادوات بالفعل قسمان:
أحدهما: ما جاز إن$ يليه الفعلُ ظاهرًا أو مضمرًا كإنْ, وسائر ما تَقدّم التمثيل به. وهذا القسم هو الذي يجري معه الحكم المذكور, لأنّ وقوعَ الاسم بعده يليه ليس بقبيح إذا كان على إضمار الفعل لا على تقديمه إنْ كان متأخرًا, نحو: إنْ زيدًا ضربتَ أكرمك, فإنه قبيح لا يجوز إلّا في الشعر, فمثل هذا